القصة الأولى
الخطيب الشاب
بعد غياب طويل عن مسقط رأسي ،
كان لعودتي إليها طعم خاص ، ونكهة مميزة ،
وبقيت أقلّب نظري في جوانبها المختلفة ، وفي وجوه الناس ،
في الجيل القديم منهم ، وفي الجيل الجديد أيضاً وما أكثرهم ..
بعد هذا الغياب الطويل اشتقت أن أتجول في شوارعها ، وبين حاراتها
أشاهد بناياتها القديمة ، وأزقتها الضيقة .
ومن خلال جولة سريعة لم تزد على ساعة فحسب حتى شعرت كأنني لم أغب عنها طويلاً ..
طويت سنوات طوال في جولة سريعة ، ذلك لأني لم أر شيئا جديدا أقيم إلا النزر اليسير ، وأما القديم فأكثره قد بدا متهالكا ..
في اليوم التالي كنا نستعد لصلاة الجمعة في الجامع الكبير ، الذي اتضح أنه اتسع وامتد ، وطال وعرض ،
وجعلت أسدد نظري إلى المنبر ، ترى هل سيصعد نفس الإمام الذي تركته منذ سنوات ،
أم أنه قد تغيّر ؟
غير أني فوجئت بشاب ممتلئ الجسم كث اللحية ، يواجه الناس بالسلام في ثقة تتجلى في نبراته ، ثم شرع يتحدث بسلاسة وفي قوة ،
وكانت خطبة رائعة ، لاسيما وقد كان صوته جهوري ونبرته مؤثرة ..
- بعد الفراغ من الصلاة بادرت اسأل من كان برفقتي يومها ، عن هذا الخطيب الشاب المتميز ، فضحك مرافقي وقال :
أما عرفته ؟ إنه ( فلان ) ..!
ولم أصدق ..! وهززت رأسي كأني أقول له : لا ..
لعلي توقعت أن يذكر أسماء لكثيرين أعرفهم ، ولكن ( فلان ) هذا بالذات ما كان على الحساب أبداً ،
- في ذلك اليوم نفسه حرصت على زيارة الخطيب الشاب في بيته ،
وكنت قد عرفت عنوان داره ، وخلال الطريق إليه عدت بذاكرتي إلى الوراء ،
لأسحب منها مشاهد تتعلق بهذا الشاب نفسه ،
فرأيت ثم رأيت أمراً عجبا ..!
لقد كنا مجموعة على عدد أصابع اليد الواحدة نبادر إلى الصلاة إذا سمعنا النداء ،
وكان المسجد لا يبعد عن المكان الذي نلعب فيه كثيراً ،
وكان صاحبنا هذا يرفض الذهاب ، بل ربما أطلق أحيانا عبارات ساخرة منا ،
وكان يؤثر أن يبقى مع مجموعة أخرى كبيرة مواصلاً اللعب معهم
في ألعاب يدخل في أكثرها صورة القمار الصريح ..
وحين نفرغ من الصلاة ونعود إليهم سريعا ، ربما استقبلنا هؤلاء الأصحاب وهو معهم بسخرية جديدة ..!
غير أني فوجئت بشاب ممتلئ الجسم كث اللحية ، يواجه الناس بالسلام في ثقة تتجلى في نبراته ، ثم شرع يتحدث بسلاسة وفي قوة ،
وكانت خطبة رائعة ، لاسيما وقد كان صوته جهوري ونبرته مؤثرة ..
- بعد الفراغ من الصلاة بادرت اسأل من كان برفقتي يومها ، عن هذا الخطيب الشاب المتميز ، فضحك مرافقي وقال :
أما عرفته ؟ إنه ( فلان ) ..!
ولم أصدق ..! وهززت رأسي كأني أقول له : لا ..
لعلي توقعت أن يذكر أسماء لكثيرين أعرفهم ، ولكن ( فلان ) هذا بالذات ما كان على الحساب أبداً ،
- في ذلك اليوم نفسه حرصت على زيارة الخطيب الشاب في بيته ،
وكنت قد عرفت عنوان داره ، وخلال الطريق إليه عدت بذاكرتي إلى الوراء ،
لأسحب منها مشاهد تتعلق بهذا الشاب نفسه ،
فرأيت ثم رأيت أمراً عجبا ..!
لقد كنا مجموعة على عدد أصابع اليد الواحدة نبادر إلى الصلاة إذا سمعنا النداء ،
وكان المسجد لا يبعد عن المكان الذي نلعب فيه كثيراً ،
وكان صاحبنا هذا يرفض الذهاب ، بل ربما أطلق أحيانا عبارات ساخرة منا ،
وكان يؤثر أن يبقى مع مجموعة أخرى كبيرة مواصلاً اللعب معهم
في ألعاب يدخل في أكثرها صورة القمار الصريح ..
وحين نفرغ من الصلاة ونعود إليهم سريعا ، ربما استقبلنا هؤلاء الأصحاب وهو معهم بسخرية جديدة ..!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
نرجو التفاعل